كيف أُربي طفلي على الثقة بالنفس دون غرور؟

atarbiabisswab
By -
0

كيف أربي طفلي على الثقة دون غرور


كثيرًا ما يحلم الآباء بأن يكون أبناؤهم واثقين بأنفسهم، قادرين على التعبير عن ذواتهم، في مواجهة التحديات الحياة والإشكالات التي يجدونها خصوصا في ظل عصر طغى فيه من يتدخل في التربية. لكن ما بين الثقة بالنفس والغرور خيط رفيع، وإذا لم يُراعَ أثناء التربية، فقد تتحول تلك الثقة المنشودة إلى شعور بالتفوق الفارغ والتعالي على الآخرين خصوصا أن عدد من الأباء أصبحوا يدللون أبنائهم بشكل يضرهم أكثر مما ينفعهم. فكيف نغرس في أبنائنا الثقة المتزنة دون أن نقودهم – عن غير قصد – إلى الغرور؟

أولًا: ما الفرق بين الثقة بالنفس والغرور؟

الثقة بالنفس تعني إدراك الطفل لقدراته وحدوده، والشعور بقيمته دون التقليل من شأن الآخرين فهم هذا هو مربط الفرس فيما سيأتي.

أما الغرور، فهو شعور مبالغ فيه بالتفوق، غالبًا ما يقترن بالاستخفاف بالآخرين ورفض النصح والنق، وصاحبه كثيرا ما يسقط في فخ العجب والخيلاء ومع أول هزيمة أو عدم تفوق في شيء ما يصاب بكسر.

خطوات عملية لتربية الطفل على الثقة دون غرور :

1.     اعترف بجهوده لا بذكائه فقط

أهم شيء يمكن أن يتعامل به المربي أو الاب مع الطفل هي أن تمتدح اجتهاد طفلك، صبره، محاولاته المتكررة، لا فقط ذكاءه أو نتائجه. مثلًا قل له:

"أعجبتني طريقتك في حل المسألة رغم صعوبتها"، بدلًا من "أنت أذكى واحد".... النتيجة: الطفل يتعلم أن قيمته لا تتعلق فقط بالنتيجة، بل بالجهد، ما يزرع التواضع في داخله.

2. علّمه قبول الخطأ والنقد

أخبر طفلك أن الخطأ جزء طبيعي من الحياة، وشجّعه على تقبّل الملاحظات دون غضبل إجعله يخطئ وتقبل خطاه لانه جزء من التعلم.

ادعمه حين يُنتقَد، وناقشه بهدوء. وكن أنت أول من يعترف بأخطائه أمامه.

 النتيجة: سيتعلّم أن الثقة لا تعني الكمال، وأن الاعتراف بالنقص لا يُقلّل من قيمته.

3. امنحه فرصة اتخاذ القرار وتحمل نتيجته

سواء تعلق الأمر باختيار ملابسه أو تنظيم وقته، دعه يجرّب، ويخطئ، ويتعلم خلاصة راقب إبنك وأتركه يتصرف من تلقاء نفسه وتدخل حينما تراه سيسقط أو سيعمل شيء يؤديه

النتيجة: هذا يعزز استقلاليته وشعوره بالكفاءة، دون أن يشعر بأنه "أفضل من الجميع".

4. شجّعه على تقدير الآخرين

عوّده على شكر الآخرين والثناء على إنجازاتهم، وعندما ينجح، ذكّره بدور الآخرين في مساعدته وهذا أمر يجب ان يكون منذ الصغر .

 النتيجة: يشعر بالقوة الداخلية مع احترام من حوله، وهو التوازن المثالي.

5. كن قدوة في التواضع والثقة

يتعلّم الطفل من تصرفاتك أكثر مما يتعلم من كلماتك كن أنت الرجل الذي تريد إبنك ان يكون عليه. حين يراك تثق بنفسك من دون تباهٍ، وتعترف بفضل الآخرين، وتُظهر الاحترام حتى لمن يختلف عنك… سيتشرّب هذه القيم.

خلاصة:

زرع الثقة في نفوس أبنائنا مسؤولية تبدأ من البيت، وتحتاج إلى توازن دقيق بين التشجيع والتوجيه، بين رفع المعنويات وتنمية التواضع. فالثقة الحقيقية لا تحتاج إلى تضخيم، بل إلى رعاية ذكية تجعل من الطفل إنسانًا قويًا في نفسه، كريمًا في تعامله مع الآخرين.

 


إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)